يا شيوخ العالم افتوني

بعد سن الأربعين أصبح من عاداتي ان يأتيني النوم وانا جالس وحينها ينطلق خيالي وأبدأ في رؤية الكثير من الأحداث وتتدفق الأفكار في رأسي وفي هذه المرة رأيت جمع كبير من الناس الشباب والمسنين جميع الأعمار من الرجال والنساء والأطفال ومن جميع الفئات والطبقات فها أنا ذا أري وسط هذا الجمع شخصيات مشهورة من العلماء والفنانين ولاحظت وجود بعض ممن أعرفهم من أصدقائي المهندسين والدكاترة والعمال ممن عملنا سويا في بعض المشاريع والجميع يقفون جنبا الي جنب يتصافحون ويتعانقون ويودع كل منهم الآخر مع وعد باللقاء ولكن ما هذا الذي أسمعه ما هذا المكان الذي يتمنون اللقاء فيه تنقلت سريعا بين الجموع الواقفة لكي أسترق السمع علني أفهم ما يحدث ولاحظت أن الجميع ينظرون إلي ويقومون بتشجيعي ويتقدمون إلي بالشكر علي ما فعلت وأنا لازلت أحاول أن أتبين ما يحدث وما الذي فعلته كي استحق كل هذا الثناء حتي قابلني أحد الشيوخ الكبار المشهورين وصافحني وقال لي أنه قد حان الوقت ويجب علينا البدء ثم أخذني وتقدم نحو منصة وصعد اليها وأشار إلي كي أقف إلي جانبه وبدأ في الخطاب وبعد مقدمة من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وبعض من مواقف وأحداث هذا الزمان وخلال ذلك وانا أنظر إلي الجمع الواقف أمامي أحاول أن أفهم ما يحدث حتي إنتبهت والشيخ الجليل يوجه حديثه إلي بالشكر علي الدعوة التي نشرتها علي مواقع التواصل الإجتماعي وكيف تحليت بالشجاعة لكي أقوم بهذه المبادرة وبرغم غرابتها ورفض الجميع لها في البداية إلا أنه بعد تفكير عميق وتجمع المشايخ لدراستها اقتنع البعض إلي الإفتاء بجواز تنفيذ هذه المبادرة وهنا صفق الجميع وتبادلوا العناق والتهنئة وهنا قال الشيخ رغم أن ازهاق الروح والقاء النفس في التهلكة يعد من الكبائر ولكن ما نفعله اليوم هو تقديم أرواحنا قربان إلي الله في سبيل إزالة البلاء عن أمتنا في زمن لا نستطيع فيه نصر الحق ولو بكلمة في زمن قهر فيه الرجال وتحمل الأم أشلاء طفلها المتوفي بين يديها وتمتلئ الشاشات بصورهم ولعل ما نفعله اليوم بالوقوف أمام العالم في وجه هذا العدو نقدم أرواحنا قربان إلي الله كي نتبرأ إلي الله مما يحدث ليكون شهيدا علي قلة حيلتنا وهربا من إحساس الخزي والعار الذي نعيش فيه ومحاولة لإحياء قلوب أشباه الرجال كي يقوموا بما يتوجب عليهم القيام به وهنا سمعنا صوت أزيز طائرة يقترب من بعيد وهنا وهنا إلتفت إلي الشيخ وعانقني وقال لي نلتقي في الجنة إن شاء الله وهنا إنتبهت أن الجميع كانوا يتصافحوان ويتمنون اللقاء في الآخرة ودوي صوت الإنفجار وهنا إستيقظت من غفوتي وأنا اردد الي اللقاء في الجنة ان شاء الله يا شيوخ العالم أفتوني في رؤياي

This Post Has One Comment

  1. A WordPress Commenter

    Hi, this is a comment.
    To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.
    Commenter avatars come from Gravatar.

اترك تعليقاً